فوزي لقجع: أشرف حكيمي يستحق أفضل من المركز 6

فوزي لقجع: أشرف حكيمي يستحق أفضل من المركز 6 فوزي لقجع: أشرف حكيمي يستحق أفضل من المركز 6

شهدت العاصمة الفرنسية باريس لحظة استثنائية في عالم كرة القدم، خلال حفل تسليم جائزة الكرة الذهبية لسنة 2025، حيث خطف الدولي المغربي أشرف حكيمي الأضواء بعدما احتل المركز السادس في ترتيب أفضل لاعبي العالم، كأول مدافع مغربي يحقق هذا الإنجاز التاريخي.

ورغم أن هذا التصنيف اعتُبر تتويجاً رمزياً لمسيرته الرائعة في الموسم المنصرم، إلا أن غيابه عن المراتب الثلاث الأولى أثار موجة من الاستغراب، خاصة أن أداءه البارز مع ناديه باريس سان جيرمان والمنتخب الوطني المغربي جعله من أبرز المدافعين على الساحة الدولية.

عبّر فوزي لقجع، في تعليق على الحدث، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن أسفه لعدم فوز حكيمي بالكرة الذهبية، مؤكداً أنه يستحق مرتبة أعلى بكثير قياساً بما قدّمه من مستويات مبهرة.
واعتبر لقجع أن المركز السادس يمثل اعترافاً عالمياً بمكانة اللاعب، ويُجسد مصدر فخر للكرة المغربية.

ولم يغفل رئيس الجامعة التنويه بالحارس ياسين بونو، الذي جاء خامساً في ترتيب أفضل حراس المرمى في العالم، مشيراً إلى أن تألق اللاعبين معاً يعكس المكانة المتنامية لكرة القدم المغربية على الصعيد الدولي.

وقد شهدت نسخة 2025 تتويج الفرنسي عثمان ديمبيلي بالكرة الذهبية متفوقاً على أسماء بارزة كالموهبة الإسبانية لامين يامال والمصري محمد صلاح، غير أن غياب حكيمي عن المراتب الأولى أثار نقاشاً واسعاً بين المحللين الذين رأوا أن موسمه كان استثنائياً على جميع المستويات.

فقد ساهم حكيمي مع باريس سان جيرمان، بشكل مباشر في موسم تاريخي أنهاه الفريق بالتتويج بالرباعية (دوري أبطال أوروبا، الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، كأس السوبر الفرنسي)، أما دولياً، فقد واصل تألقه مع المنتخب الوطني المغربي، حيث قاد “أسود الأطلس” إلى الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس، وإلى نهائي كأس العالم للأندية.

وتعززت هذه النجاحات بإحصائيات فردية لافتة، إذ شارك حكيمي في 69 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 11 هدفاً وصنع 16 تمريرة حاسمة، بمعدل مساهمة هجومية يقارب مرة كل مباراتين، وهو رقم استثنائي بالنسبة لمدافع، بل إنه تجاوز أرقام أسطورية لنجوم في مركزه، مثل البرازيلي داني ألفيس، ليصبح الأكثر تأثيراً هجومياً بين المدافعين في أوروبا خلال العقد الأخير.

كما نال إشادة الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي منحه جائزة أفضل مدافع في كأس العالم للأندية، بعدما برز بقوته البدنية، وسرعته الكبيرة، وذكائه التكتيكي، ما جعله ركيزة أساسية في منظومة فريقه ومنتخب بلاده.

ورغم ذلك، ظل النقاش مفتوحاً حول المعايير المعتمدة في منح الجوائز الفردية، إذ يرى العديد من المتابعين أن مجلة “فرانس فوتبول” ما زالت تميل إلى تفضيل المهاجمين ولاعبي الوسط الهجوميين على حساب المدافعين وحراس المرمى، وهو ما يجعل فرص هؤلاء محدودة رغم تقديمهم مواسم استثنائية.

وبذلك، أعاد تصنيف حكيمي الجدل القديم حول عدالة تقييم مختلف المراكز في كرة القدم، ليبقى السؤال قائماً: هل تنصف الجوائز الفردية القيمة الحقيقية للاعبين، أم أنها ما زالت أسيرة منطق الشهرة والتسويق؟